يطيب لأعضاء الطريقة الدرقاوية الحبيبية فرع مراكش أن يدعوكم لتنزيل التطبيق الجديد الخاص بالطريقة الحبيبية على الأندرويد. للتنزيل انقر هنا

Arrow up
Arrow down

السبت 10 ذو القعدة 1445
Saturday Dhul-Qadah 10 1445
السبت 18 أيار 2024


حكمة اليوم:

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

تَرْجَمَةُ الشيْخِ سَيدِي أحمدَ البَدَوي زْوِيتْن

هو الشيخ الكبير، الولي الشهير، اللائح الأنوار، الواضح الأسرار، القدوة الهمام، البركة الإمام، الناصح النفاع، الوافر الأتباع، العارف بالله، الدال بحاله ومقاله عليه، أبو العباس أحمد البدوي بن الحاج أحمد الشهير بزويتن، الدرقاوي طريقة.[1]

ولادته ونشأته

ولد- رحمه الله تعالى- بمدينة فاس، ونشأ بها في عفاف وديانة، وكانت له حانوت بسوق العطارين، ثم إنه تركها، وانقطع إلى الله تعالى واشتغل بتعلم العلم، فكان يحضر مجالس الشيوخ ويأخذ عنهم...[2]

لقبه

يلقب أحمد زويتن بـ"البدوي"، وسبب تلقيبه بهذا اللقب أن والده ذهب للحج، وفي طريقه مرّ على طنطا بمصر وزار السيد أحمد البدوي، وسأل الله تعالى عند قبره أن يرزقه ولدا صالحا ليسميه باسم البدوي تفاؤلا وتبركا أن يكون مثله، فلما حج ورجع، ولد له ولد فسماه أحمد البدوي فظهرت عليه بركة التسمية، حيث إنه لما تعلم الكتابة وقرأ القرآن الكريم، وتعلم ما يحتاجه من العلم انقطع للعبادة ومطالعة كتب القوم كما سبقت الإشارة إلى ذلك.[3]

من شيوخه

تتلمذ بفاس على جماعة من كبار علمائها أمثال: الشيخ الطيب بن كيران، وحمدون بن الحاج، وعبد السلام الأزمي وغيرهم ، ثم قرأ علم التجويد على الشيخ الأستاذ مولاي إدريس الملقب بالبكراوي، ولم يطل اشتغاله بعلم الظاهر، ولم يحصل له منه سوى القدر المحتاج إليه، وكان عاملا بعلمه، تابعا للسنة وإماما ومورقا بمسجد الشرابليين، ثم إنه صار يطلب من يأخذ بيده إلى الله تعالى، وحصل له ولوع بكتب القوم، إلى أن لقي الشيخ الأكبر، والقطب الأشهر، مولاي العربي بن أحمد الشريف الدرقاوي الحسني- نزيل القبيلة الزروالية- وذلك سنة خمس عشرة ومائتين وألف1215، أو قبلها بيسير، فانتفع به انتفاعا عظيما وتربى به وتأدب، وكان من كبار أصحابه وخواصهم، وذوي الأحوال العجيبة منهم، وقد ظهرت له رضي الله عنه كرامات، وخوارق عادات.[4]

علمه وتصوفه

قال تلميذه العارف سيدي محمد العربي المدغري (ت1309ھ): إنه أدرك درجة القطبانية الغوثية، قال: "ومن رأى رسائله وتآليفه في أنواع العلوم- خصوصا علم الحقائق- لا يمتري في أنه قطب زمانه؛ لأن الأوصاف التي ذكر أهل الطريق للقطب والعلوم التي ذكروا أنه مختص بها كلها موجودة في الشيخ رضي الله عنه".[6]

كما ترك الشيخ أحمد البدوي مجموعة من الرسائل الصوفية الهامة، منها ما يعرف بـ: "الرسائل الكبرى" , "المناجاة الفردية الإلهية في تبين معالم الطريقة المحمدية"، جاء في إحداها : متحدثا عن نفسه قبل وفاة شيخه بثلاثة أيام رآى قبضة من النور تخرج من قلب شيخه وتدخل في ذاته ولا زالت تكبر إلى حد اليوم. و لديه أيضا رسائل صغرى بعثها لجملة من تلامذته وأصحابه في مكناسة الزيتون ومناطق أخرى. قال صاحب السلوة: "وقد وقفت على رسائله الكبرى في سفر كبير ضخم: وهي المسماة بكتاب "المناجاة الفردية الإلهية في تبيين معالم عزائم الطريقة المحمدية، وكشف أستار الحقيقة الأحدية، تبيينا واضحا لمن هو مخلص في النية، مجد في صفاء الطوية"، وهي من أحسن الرسائل وأنفسها، وله أيضا رسائل صغرى.[8]

وفاته

توفي رحمه الله تعالى ليلة الأحد قرب الفجر بيسير؛ عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، ودفن بزاويته المحدثة بحومة السياج، تقابل زاوية سيدي عبد الواحد الدباغ، وضريحه بها بالفناء الذي عن يمين الداخل، عليه مقبرية من الخشب، وهو مزار متبرك به.[9]

  

المراجع 

 

[1] - سلوة الأنفاس، أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني (1274-1345ھ)، تحقيق: عبد الله الكامل الكتاني، وحمزة بن محمد الكتاني، ومحمد بن حمزة بن علي الكتاني، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط1، 1425ھ-2004م، 1/293.

[2] - المصدر السابق، 2/294.

[3] - نفسه، 2/294.

[4] - نفسه، 2/294.

[6] - المطرب بمشاهير أولياء المغرب، عبد الله التليدي، دار الأمان، الرباط، ط4، 1424ھ- 2003م، ص: 233.

[7] - الإحياء والتجديد الصوفي في المغرب، أحمد بوكاري، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مطبعة فضالة،

المحمدية، ط1، 1427ھ-2006م، 1/199-200.

[8] - سلوة الأنفاس، أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، 1/294.

[9] - المصدر السابق، 1/295.

 

كتبه ذ. محمد فؤاد أرسموك

 

طباعة

مقالات

تَرْجَمَةُ الشيْخِ سَيدِي أحمدَ البَدَوي زْوِيتْن

تَرْجَمَةُ الشيْخِ سَيدِي أحمدَ البَدَوي زْوِيتْن هو الشيخ الكبير، الولي الشهير، اللائح الأنوار، الواضح الأسرار، القدوة الهمام، البركة الإمام، الناصح النفاع، الوافر الأتباع، العارف بالله، الدال بحاله ومقاله عليه، أبو العباس أحمد البدوي بن الحاج أحمد الشهير بزويتن، الدرقاوي طريقة.[1] ولادته ونشأته ولد- رحمه الله تعالى- بمدينة فاس، ونشأ بها في عفاف وديانة، وكانت له حانوت بسوق العطارين، ثم إنه تركها، وانقطع إلى الله تعالى واشتغل بتعلم العلم، فكان يحضر مجالس الشيوخ ويأخذ عنهم...[2] تابع القراءة

هَلْ نَحْنُ فِي حَاجَةٍ لِلتَّصَوٌُفِ؟

هَلْ نَحْنُ فِي حَاجَةٍ لِلتَّصَوٌُفِ؟   اهتم الصوفية بالعلم وخدموه بالتأليف وإنشاء المعاهد. وكان الكثير من مشايخهم متبحرين في علوم الشريعة وأولي ذوق أدبي وعلمي رفيع فخلفوا ثروة علمية وأدبية زاخرة. أمثال الحكيم الترمذي والحارث المحاسبي والغزالي الذين سبروا دقائق أعماق النفس البشرية محللين أخفى خفاياها، وأمثال جلال الدين الرومي وعمر بن الفارض وفريد الدين العطار وأبي مدين والششتري الذين تركوا أشعارا وترانيم ربانية منتصرين للحب والعاطفة ثائرين على جفاف القلب والروح، ومثيرين للحماس والتفاني في الأمة التي أمست في فترات من التاريخ فريسة المادية الصماء والتطرف العقلي والتعصب المذهبي والجمود العاطفي، وأمثال بن عربي الذي طاف العالم الإسلامي مؤلفا لمئات من الرسائل والكتب كان لها أبلغ الأثر في ثقافات العالم. تابع القراءة

رِسَالَةُ سَيِّدِي مُحَمّدٍ بنِ الحَبِيب الأَمْغَارِي إلى الشَّيخِ العَلَوِي المُسْتَغَانِمي

 رِسَالَةُ سَيِّدِي مُحَمّدٍ بنِ الحَبِيب الأَمْغَارِي إلى الشَّيخِ العَلَوِي المُسْتَغَانِمي  الحمد لله الذي جعل مــادة نبيه الخاصة سارية في أفراد من أمتـــــه في كل زمان ، وخصهم بين ســــائر مخلوقاته بمعرفة أســــرار ذاته وأنوار صفاته ومظاهر أسمائه وعجائب أفعاله ، فأخبروا من سواهم عن ذوق ومشــــاهدة ووجدان فانتفع بعلومهم ومعارفهم وألحــــاظهم وخـــواطرهم من سبقت له السعادة في حضرة الرحمــــان والصلاة والسلام علــــى سيدنا محمد أول التعينات الذي أظهر الله من نوره ســـــائر الموجودات وعلى آله وأصحابه وخلفائه ما سبح مسبح من أهل الأرض والسماوات ، هذا ومن أعظم خلفـائه صلى الله عليه وسلم الذي أبرزه الله في وقتنا وأظهره بفضله لإرشاد عبيده في عصــرنا وحصـــل لنا وللمحبين به السرور في ســــرنا وجهرنا الشيخ الأكبر والقدوة الأشهر شيخ العارفين ومربي المريدين سيدنا ومولانا "أحمد بن سيدي مصطفى بن عليوه" أدام الله وجودك لنفع العبــــاد ، وجعلك منهلا عذبا للوُراد حتى ينفع بك الحاضر والباد ، وسلام عليك وعلى من تعلق بك بأعلى تحية وأزكى سلام عدد ما تجلى به الحق في ســـــائر الليالي والأيام وبعد : تابع القراءة

نَظَرَاتٌ فِي اللُّغَةِ الصُّوْفِيَّةِ .. إشَارَاتٌ و إحَالاتٌ

نَظَرَاتٌ فِي اللُّغَةِ الصُّوْفِيَّةِ .. إشَارَاتٌ و إحَالاتٌ يقول أبو سعيد الخراز المولود ببغداد في بداية القرن الثالث الهجري في كتاب الصدق : " قلت : متى يألف العبد أحكام مولاه ، ويسكن في تدبيره واختياره ؟ . قال : الناس في هذا على مقامين ، فافهم . فمن كان منهم إنما يألف أحكام مولاه ،، ليقوم بأمره الذي يوصله إلى ثوابه ، فذلك حسن وفيه خير كثير ، إلا أن صاحبه يقوم ويقع ، ويصبر مرة ويجزع أخرى ، ويرضى ويسخط ، ويعبر ويراجع الأمر ، فلذلك يؤديه إلى ثواب الله ورحمته ، إلا أنه معني في شدة ومكابدة " . تابع القراءة
  • 1
  • 2
  • 3
Capture

 

عنوان المقر :

173 مكرر باب تاغزوت

مراكش

اتصل بنا على :

الهاتف : 0689911540

الايميل:

tariqahabibiya@gmail.com